Wednesday, May 15, 2013

شبهة تحريف الحجاج للقرآن

الشبهة:

حدثنا عبد الله، حدثنا أبو حاتم السجستاني، حدثنا عباد بن صهيب، عن عوف بن أبي جميلة، أن الحجاج بن يوسف غيرفي مصحف عثمان أحد عشر حرفا قال:(1)- كانت في سورة البقرة {آية 259} : «لم يتسن وانظر» بغير هاء. فغيرها: الحجاج «لم يتسنه بالهاء».(2)- كانت في سورة المائدة {آية 48} : «شريعة ومنهاجا». فغيرها: «شرعة ومنهاجا».كانت في سورة يونس آية 42 : هو الذي ينشركم. فغيره يسيركم.سورة يوسف آية 45 : كانت أنا آتيكم بتأويله فغيرها أنا أنبئكم بتأويله.سورة المؤمنون 87 سيقولون لله لله لله ثلاثتهن. فجعل الأخريين ( الله الله ).وسورة الشعراء آية 116 كانت في قصة نوح من المخرجين فغيرها الحجاج إلى من المرجومين، وفي قصة لوط ( من المرجومين ) فغير قصة لوط من المخرجين ( الشعراء آية 167سورة : محمد آية رقم : 15 وكانت في الذين كفروا ( من ماء غير ياسن ) فغيرها من ماء غير آسن.سورة الزخرف آية 32 كانت نحن قسمنا بينهم معايشهم . فغيرها معيشتهم.وفي سورة الحديد آية 7 فالذين امنوا منكم واتقوا فغيرها أنفقوا.وفي سورة التكوير آية 24 وما هو على الغيب بظنين . فغيرها بضنين. المصاحف لأبن أبي داود الساجستاني باب ما غير الحجاج في مصحف عثمان.

الرد عليها:

هذه الشبهة أثارها المغالين من الشيعة ومن بعدهم من النصارى بغرض التشكيك ليس إلا... انظر شبه النصارى والشيعة..ولكن لماذا لم تذكر حكم الحديث من حيث الصحة والضعف؛ وقد كنت تنقل الحديث وتذكر هل هو صحيح أو فاسد؟!!! في نظري هذا يرجع إلى أمرين:الأول: إما أنك تنقل بغير تحقيق للمسألة منأي منتدى إلحادي أو غير ذلك.الثاني: أنك تعلم أن الحديث في غاية الضعف ولكن تقول: «العيار اللي ميصيبش يدوش» على تعبير المصريين. وقبل أن أبدأ في إثبات خلاف ما تقول أبين لك أمرا مهما:هناك فرق بين أبي داود وابن أبي داود حتى لا يلتبس الأمر على القارئوكتاب المصاحف الذي نقلت عنه الخبر لابن أبي داود وليس لأبي داود. وهذا كلام العلماء فيه:جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي 2 / 302 " قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: كثير الخطأ في الكلام في الحديث " وفيه " قال أبو داود: ابني كذاب ".وانظر: ميزان الاعتدال 2/433والعبر 2/164.والمعروف أن أبا داود من أئمة الجرح والتعديل المعول على تعديلهم وتجريحهم.وهو ثقة ثبت إمام حجة في الحديث وعلم رجاله.ومن أعلم بالابن أكثر من الأب ؟!!أرأيت دقة الضبط والورع عند علماء الحديث .لم يتورع عن وصف ابنه بما يستحق ...وقد أخبر البغوي أنه : " كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله فيها عن لفظ لحديث جده. فلما قرأ رقعته قال: أنت عندي والله منسلخ عن العلم ". انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 10 / 583. المصدر: http://www.vb.tafsir.net/tafsir405/#ixzz2TQy2o3uA أضف إلى ذلك الضعف ضعفا آخر:الخبر فيه عبّاد بن صهيب، وهو متروكٌ، ضعيف الحديث، وكان قدريًّا داعيةً.. {انظر لسان الميزان (3/279-280).} وهذا يخالف المعقول من عدة وجوه:
(1)- أنه لو حصل مثل ذلك لنقل إلينا نقلاً متواترًا، لأنه مِمَّا تتوافر الدواعي على نقله وتواتره. فلما لم ينقل إلينا بالنقل الصحيح؛ علم أنه كذب لا أصل له.(2)- أنه من الْمحال عقلا وعادةً سكوت جميع الأمة عن تغيير شخص لكتابِها الذين تدين الله به، وأئمة الدين والحكم إذ ذاك متوافرون، فكيف لا ينكرون، ولا يدافعون عن كتاب ربِهم؟ ومما يؤكد ذلك:(1)- أن الحجاج لم يكن إلا عاملاً على بعض أقطار الإسلام، ومن المحال أن يقدر على جمع المصاحف التي انتشرت في بلاد المسلمين شرقها وغربِها، فذلك مِمَّا لا يقدر عليه أحدٌ لو أراده.(2)- أن الحجاج لو فرض أنه استطاع جمع كل المصاحف وإحراقها، فإنه من المحال أيضًا أن يتحكم في قلوب الآلاف المؤلفة من الحفاظ، فيمحو منها ما حفظته من كتاب الله.اللهم اهدنا إلى الرشاد.

Thursday, May 2, 2013

الحلقة الثانية: كل شيء له حقيقة ثابتة


طلبت مني أن أبين لها الأمور اليقينية... لكن نسيت شيئا:

ذكرت لها أن الحقيقة هي جوهر الشيء وأصله، وكل شيء له حقيقة ثابتة.
ونسيت أن أذكر لها أن جماعة من فلاسفة اليونان سمو بالسوفسطائيين وعلى رأسهم الفيلسوف بروتاغوراس قالوا بخلاف ذلك.

سألتني: «وما المشكلة؟!» أليست هذه حرية في التفكير؟!!

قلت: «هذا معناه: ألا حقيقة ثابتة، فهي عندهم تتغير بتغير الزمان والأمكنة والشارح لها؛ فحقيقة العدل مثلا فيما قبل الميلاد تختلف حقيقته في هذا القرن من الزمان، وكذلك كل المعاني.

ويترتي على هذا أنك تعتقدين أمر وغيرك يعتقد خلافه لشيئ واحد وكلاكما على صواب، فتتحكم الأهواء ويكون المزاج هو المعيار.

قالت: «لو كانو على باطل كما تزعم لتصدى لهم الحكماء من الفلاسفة في عصرهم»

قلت: «بالفعل تصدى لهم الحكماء من أعظم الفلاسفة على رأسهم الفيلسوف سقراط شهيد الأخلاق ومن بعده أفلاطون وأرسطو وهم وضعوا معاييرا لكيفية الوصول إلى حقيقة الأشياء ظهرت بعد ذلك بما يسمى بالقول الشارح أو التعريف وأكمل هذا الكفاح من بعدهم الحكماء المسلمون بعد ترجمة هذه الكتب»

قالت: «لكني سمعت الكثير من المعاصرين ينادون بهذه الفكرة»
قلت: «يجب عليهم أن يقرءوا محاورات سقراط ومحاورات أفلاطون وكتب أرسطو وحكماء المسلمين ليصلوا إلى أن كل شيء له حقيقة ثابتة» إن أرادوا الحقيقة!!!!!!!!!!.