بعنوان
وصية أعرابية لابنها
قال أبان بن تغلب
شهدت أعرابية توصى ولدا لها أراد سفرا
وهى تقول
أى بنى
اجلس أمنحك وصيتى وبالله توفيقك
أى بنى
إياك والنميمة فإنها تزرع الضغيتة
وتفرق المحبين
وإياك
والتعرض للعيوب فتــُتخذ غرضا وخليق ألا يثبت الغرض على كثرة السهام
وقلما اعتورت السهام غرضا إلا كلمته حتى يهى ما اشتد من قوته
وإياك
والجود بدينك والبخل بمالك
وإذا هززت أى مدحت فاهزز كريما يلن لهزتك
ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر مائها
ومثــَّل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به
وما استقبحت من غيرك فاجتنبه
فإن المرء لايرى عيب نفسه
ومن كانت مودته بشرّه وخالف ذلك منه فعله
كان صديقه منه على مثل الريح فى تصرفها
والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم
ومن جمع الحلم والسخاء
فقد أجاد الحلّة ريطتها وسربالها
الريطة الثوب الكامل
السربال القميص
والمعنى
كناية عن الكمال
فمن جمع بين الحلم والسخاء فقد بلغ غاية الكمال