Thursday, July 31, 2008

التعويسة الخامسة

بعنوان
وصية أعرابية لابنها
قال أبان بن تغلب
شهدت أعرابية توصى ولدا لها أراد سفرا
وهى تقول
أى بنى
اجلس أمنحك وصيتى وبالله توفيقك
أى بنى
إياك والنميمة فإنها تزرع الضغيتة
وتفرق المحبين
وإياك
والتعرض للعيوب فتــُتخذ غرضا وخليق ألا يثبت الغرض على كثرة السهام
وقلما اعتورت السهام غرضا إلا كلمته حتى يهى ما اشتد من قوته
وإياك
والجود بدينك والبخل بمالك
وإذا هززت أى مدحت فاهزز كريما يلن لهزتك
ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر مائها
ومثــَّل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به
وما استقبحت من غيرك فاجتنبه
فإن المرء لايرى عيب نفسه
ومن كانت مودته بشرّه وخالف ذلك منه فعله
كان صديقه منه على مثل الريح فى تصرفها
والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم
ومن جمع الحلم والسخاء
فقد أجاد الحلّة ريطتها وسربالها
الريطة الثوب الكامل
السربال القميص
والمعنى
كناية عن الكمال
فمن جمع بين الحلم والسخاء فقد بلغ غاية الكمال

Sunday, July 27, 2008

التعويسة الرابعة

بعنوان
الشرف
للمنفلوطى
لا شرف إلا الشرف الحقيقى
وهو الذى يناله الإنسان ببذل حياته أو راحته فى خدمة المجتمع البشرى جميعه
أو خدمة نوع من أنواعه
فالعالم
شريف
لأنه يجلو صدأ العقل الإنسانى ويصقل مرآته
والمجاهد
فى سبيل الذود عن وطنه شريف
لأنه يحمى مواطنيه غائلة الأعداء ويقيهم عادية الفناء
والمحسن
الذى يضع الإحسان فى موضعه شريف
لأنه يأخذ بأيدى الضعفاء ويحيى أنفس البؤساء
والحاكم العادل
شريف
لأنه رسول العناية الإلهية إلى المظلومين يمنعهم ان يبغى عليهم الظالمون
وصاحب الأخلاق الكريمة
شريف
لأنه يؤثر بكرم أخلاقه وجمال صفاته فى عشائره وخلطائه
ويلقى عليهم بالقدوة الصالحة أفضل درس فى الأخلاق والآداب
والصانع والزّراع والتاجر
أشراف
متى كانوا أمناء مستقيمين
لأنهم هم الذين يحملون على عواتقهم هذا المجتمع البشرى
ويحتملون فى سبيل ذلك ما يحتملون من المئونة والمشقة
حذراً على المجتمع من التهافـت والسقوط
فإن رأيت فى نفسك أنك واحد من هؤلاء
فاعلم أنك شريف
وإلا فاسلك طريقهم
فإن لم تبلغ غايته
فأخذ القليل خير من ترك الكثير
فإن لم يكن هذا ولا ذاك
فلتبك على عـقـلـق البواكى