Monday, May 14, 2018

حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان وقول بعض الناس: «رمضان كريم»


فتوى رقم (002) #فتاوى_رمضان


السؤال:
يسأل (س.ح.أ)

ما حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان وقول بعض الناس: (رمضان كريم)؟

الجواب:
ذكر العلامة ابن رجب الحنبلي في كتابه: [لطائف المعارف (ص: 147)]، «وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان كما في حديث أبي هريرة  رضي الله عنه  أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : "أتاكم رمضان ،شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ". [أخرجه النسائي 4/129 ح(2106) ،وأحمد 2/230 ،385 ،425]. قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان... اهـ».

وأصدرت دار الإفتاء المصرية مقالة عن هذه المناسبة جاء فيها: «إنه نظرًا لفضل شهر رمضان المعظم، كان حقيقًا بأن يهنِّئ الناسُ بعضُهم بعضًا بقدومه، والتهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مشروعة ومندوبٌ إليها، قال تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ". وجاء في القرآن الكريم تهنئة المؤمنين على ما ينالون من نعيم، وذلك في قوله تعالى: "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (الطور: 19)، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهنِّئ أصحابه بقدوم شهر رمضان، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ يَقُول: «جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَك». ونصَّ العلماء على استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجدَّدَتْ، فقال الحافظ العراقي الشافعي: «تستحب المبادرة لتبشير من تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه بلية ظاهرة»، وقال ابن حجر الهيتمي: «إنها مشروعة»، ثم قال: «ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر، والتعزية، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه لما بشر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام إليه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فهنأه»، وكذلك نقل القليوبي عن ابن حجر أن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة.

ثم أوضحت الإفتاء، أنه تُسَنُّ إجابةُ المهنِّئ وتهنئتَه بمثلها أو أحسن منها؛ لقوله تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا".

 وحول استخدام عبارة "رمضان كريم" عند التهنئة بقدوم رمضان أكدت الفتوى أن تلك العبارة كانت جارية على سَنَن الكلام العربي من استعمال الكلمة وإرادة ما يلزم عنها، وذلك كقول العرب: وكَرُمَ السحاب: إذا جاء بالغيث، وأرض مكرِمة جيدة النبات؛ فمعنى رمضان كريم يكون رمضان في حقك زمانًا يفتح لك فيه من ألوان الكرم والعطاء، ولذا يجاب عنها في العرف: الله أكرم؛ حيث إن الكرم الإلهي مطلق عن زمان خاص وحال خاص. [جريدة صوت الأمة (السبت، 12 مايو 2018 06:20 ص)].

وعلى هذا يجوز التهنئة بقدوم شهر رمضان. وكذلك قول بعض الناس: «رمضان كريم» والرد بقول بعضهم: «الله أكرم» جائز شرعا ولا حرمة فيه. والله أعلى وأعلم وأعز وأكرم. 





No comments: